Wednesday, March 14, 2012

كنت أعرفها ... و لكنها انطفأت



كنت أعرفها ... يوما ما كانت تحيا بين الغصون والأوراق في مكان متواري ... أعرفها طوال حياتها لا تحب  الصخب ... تحب ضوء الشمس الباكر الذي لا يشاركها فيه أحد .... الأضواء لا تجذبها و كذلك الزحام .. كانت تفضل عزلة علي طريقتها ..  .. تتشارك وحدتها مع قليلات من ذوات نفس التفكير ...  ثم لا تلبث أن تعود إلي دوامتها الروحية

كنت أعرفها ... نعم كان بداخلها آمال غير محدودة و طموحات أكبر من أحلامها .. كانت تمتلك قوة كبيرة و ضعفا أكبر من قوتها .. كانت تحيا معنا في هذا العالم و الكل ينظر إليها ببساطة و هي تري أنها في قمة التعقيد

كنت أعرفها ... لأصدقكم القول كانت ساذجة جدا علي الرغم من ذكائها الشديد ... حين أجلس معها كنت أشعر أنها سيدة القرارات و سيدة كل شئ و لكنها مع الأسف كانت أسيرة العاطفة التي تنهار معها قوتها فترضخ لأي من المؤثرات حولها

كنت أعرفها ... تملك أجمل زهرة في العالم .. أو هي الزهرة تملكها ... كانت لديها مشاكلها مع تلك الزهرة و لم تعرف كيف تعتني بها ... كانت دوما متخبطة معها و لربما كان هذا هو السبب الذي جعلها و جعل الزهرة في حيرة من أمرهما و فعلت لأجل الزهرة المستحيل و ضحت لأجلها بكل شئ و لكن الزهرة تركتها و رحلت بعيدا بعيدا بعيدا

كنت أعرفها ... و أعرف تطلعاتها التي كانت تمدني بالأمل لأسير جنبا إلي جنب معها ... كان القلم صديقا صدوقا لها و كانت تحب الكتابة جدا و مع الأسف أصبحت الحروف تهرب منها قبل الكلمات وأجدني الآن لا أعرفها و أصبحت غريبة عنها و أصبحَت غريبة عني وحين رأيتها اليوم وجدتها أخري أكاد لا أعرفها ... لم تعد تعرف ...هل رحيل الزهرة و قراراتها المرتبطة بها هي التي عقدت الأمور هكذا ... أم أنها أضعف مما كانت تتخيل و تتصور فأصبحت الآن تتلاشي في اللاشئ

كنت أعرفها ... و لكنني أدرك الآن أنها انطفأت